الباب الأول

مقدمـــة


  1. نبذة عن كلية الهندسة جامعة القاهرة

تتحلى كلية الهندسة - جامعة القاهرة بعدة مقومات تاريخية- فهي أول كلية هندسية في الشرق الأوسط وأفريقيا حيث تم إنشاء مدرسة المهندسخانة في عهد محمد على عام 1816- وارتبطت منذ نشأتها بكبرى المدارس الهندسية الفرنسية والسويسرية المتواجدة في ذلك الوقت - ومنذ نشأتها قامت بتزويد المجتمع بخريجين ذوي كفاءة عالية شاركوا في حل الكثير من مشاكل المجتمع والمساهمة الفاعلة في تطوير الصناعة وإنشاء وتطوير البنية التحتية وخدمة المشروعات القومية.

ويشهد سجل خريجي الكلية بمدى إشعاعها عن طريق خريجيها في العالم العربي ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والدول الأفريقية- وانتشر خريجوها في الجامعات والمؤسسات البحثية العالمية- وتقلد خريجو الكلية مناصب عليا ليس في المجال الهندسي فحسب بل في العديد من المجالات كما أنجبت الكلية العديد من السياسيين ورجال الاقتصاد والأعمال.

وقد واكب التعليم فيها التطور العالمي للتعليم الهندسي لتصبح من أكبر الجامعات في أفريقيا والوطن العربي حيث تعددت التخصصات لتواكب مطالب المجتمع والعصر: من تخصص وحيد عند نشأتها إلى أربع تخصصات هندسية رئيسية في أوائل القرن الماضي- ثم تعددت التخصصات لتبلغ 21 درجة هندسية في النظامين الحاليين: نظام الفصلين الدراسيين- ونظام الساعات المعتمدة. وتتنوع التخصصات ومجالات الدراسة بالكلية لتشمل 14 قسماَ أكاديميا بالإضافة إلى 15 مركزاً متخصصاً ذا طابع خاص- وبالكلية أيضاً 71 برنامجاً للدراسات العليا في مختلف التخصصات الهندسية والبيئية تمنح درجات الدبلوم والماجستير والدكتوراه والدبلومات والماجستيرات المهنية والبينية.

لقد شهد تاريخ الكلية تطوراً لافتاً للنظر في أعداد الطلاب بشقيه: مرحلة البكالوريوس- ومرحلة الدراسات العليا- فالكلية التي بدأت الدراسة بها بالتحاق خمسة طلاب في عام 1816- وصل عدد من التحق بها إلى 150 طالباً عام 1942- ثم ازداد إلى 750 طالباً في السنة الأولى لتطبيق مجانية التعليم في خمسينيات القرن الماضي- ثم اقترب عدد الملتحقين بالسنة الإعدادية من 2700 طالباً عند ورود الدفعة المزدوجة إلى التعليم الجامعي عام 1995- ونتيجة لذلك صارت الكلية تخدم ما يقرب من 16000 طالباً في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا بعد أن كانت لا تتعدى 500 طالباً في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي. وقد اهتمت الكلية مبكراً بالأبحاث والدراسات العليا- حيث بدأت دبلومات الدراسات العليا ودرجات الماجستير والدكتوراه في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي.


والكلية غنية بالإمكانات البشرية ممثلة في أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة- وتسعي الكلية لتقديم أفضل خدمة تعليمية للطلاب معتمدة على ذاتية الموارد لأى تطوير طموح- ويساهم أعضاء هيئة التدريس في كافة مجالات الصناعة والعمل بالمؤسسات العلمية والبحثية- وتساهم العوائد من أنشطة الكلية ممثلة في المراكز ذات الطابع الخاص وبرامج الساعات المعتمدة وكذلك ما تدره الخدمات لمؤسسات المجتمع الخارجية من استشارات وأبحاث تطبيقية بالإضافة إلى التبرعات والهبات في الحفاظ على زخم العمل ومستوى الخدمات التعليمية.